الثلاثاء، 23 يوليو 2013

التصدي لبرافر - بين التصعيد والتحشيد

التصدي لبرافر - بين التصعيد والتحشيد 

من يرى أن التصدي لمخطط برافر وباقي قضايانا، يتم بإِطلاق انتفاضة عنيفة، من شوارع ال48 مخطئ تماما. ستكون هذه مغامرة دموية لا تحمد عقباها. ضع العواطف والحماسة الشبابية جانبًا، وافتح عينيك. ستجد في الداخل شعبًا أعزل تمامًا، في مواجهة شرطة ليست من أهله وجيشًا ينتظر لحظة التفرّد فيه؛ في ظل انشغال العالم بقضايا سوريا ومصر وتركيا...

على من يدفع بالشباب نحو المواجهة الجسدية أن يعيد حساباته، أو أن يطرح استراتيجية مكتملة تشمل طرق المواجهة وجدواها والمَخرج منها. فلا يكفي أن نردد "تصعيد تصعيد" و"بالروح بالدم" دون أن نتيقّن من جدوى القرابين البشرية. يبدو لي أحيانا أننا قد نسينا الهدف الذي هو إسقاط برافر، وحولنا بعض الوسائل المتاحة إلى أهداف. صار الهدف هو المواجهة والاحتكاك الدامي، وكأننا من خلال هذا النوع من النضال يكفينا شرف البطولة وأن يصفق لنا كل من شكك يوما في وطنية فلسطينيي الداخل. 


 إن ما يقلق اسرائيل حقا ليس ايران ولا سوريا ولا حزب الله ولا حماس؛ بل إن التهديد الأكبر لوجودها هو ما تسميه بالخطر الديموغرافي.  لقد رفعت اسرائيل في العقد الأخير  خطاب الترانسفير من تحت الطاولة إلى فوقها وراحت تلوّح فيه بين المزح والجد، حتى اصبح فكرة معقولة ومقبولة بل ومرغوبة في أوساط لإسرائيليين. إنهم لا يحتاجون سوى ذريعة مقنعة لتنفيذ هذه المؤامرة، وانتفاضة عنيفة من الداخل ستكون خير ذريعة، وقد يلجؤون إلى تأجيجها بأنفسهم، كما سبق وفعلوا عن طريق المستعربين والمندسين الذين يرمون الحجر الأول. 


التصعيد إلى مستوى الاحتكاك الجسدي بين الشباب العزل والجيش الإسرائيلي سيخلي الشارع من الجماهير، ليبقى فيها بعض الناشطين، فيسهل على الصهاينة التفرد بهم كما حصل في سنوات سابقة. بينما يحتاج إسقاط المخطط إلى حشد جماهيري واسع ونفس نضالي طويل. لا أعتقد أن المواجهة الدموية مع الصهاينة المسلحين هي ما سيجذب الجماهير الغفيرة للخروج من بيوتها والمرابطة على مفترقات الطرق.


إذا اتفقنا أن تواجد أكبر عدد ممكن من الناس في الشارع هو المطلوب، فعلينا أن نجد الوسائل لتحفيز الناس؛ ابتداء من رفع الوعي وانتهاء بالارتقاء بآليات النضال لتكون هبة شعبية ناضجة لتشمل جميع الفئات.  كما ويجب ألا نقلل من أهمية الإعلام والتأثير على الرأي العام الإسرائيلي والعالمي في هذه القضية. لا شيء يعفينا من ضرورة مضاعفة الجهود الإعلامية بالعبرية والإنجليزية في مواجهة البروباغاندا الإسرائيلية التي لا زالت تروّج لمخطط التهجير على أنه مخطط بريء لتنظيم توطين البدو.



الخميس، 11 يوليو 2013

معجزات عاجزة


المعجزة هي فعل يعجز عن فعله الإنسان عامة. 


عن علاقة  المعجزات بالآلهة: على الرغم من غياب أي دليل أو توثيق لوقوع المعجزات التي يرددها لسان المصدق على مسمع المشكك، سأفترض جدلا أنها حدثت. وأتساءل so what ؟

المعجزات حتى لو وقعت حقا وتم توثيقها، هي عاجزة عن تشكيل أي دليل منطقي على وجود الآلهة والعمل باسمها. 


بالأمثلة: يعني حتى لو فعلا مشى شخص ما على الماء، فلا يعني ذلك سوى أنه قادر على المشي على الماء. 

واذا عرف آخَر معلومة ما، قبل العلماء ب1400 سنة فلا يعني ذلك غير انه شاطر وسبّاق إلى المعلومات. وإذا شق أحدهم البحر نصفين، فلا يعني ذلك أكثر من كونه قادر على شق البحار. 


المعجزات الحديثة: كلمة "الله" على شقفة بندورة أو فخذة طفل، حتى لو وجدت فعلا، لا تعني أي شيء سوى أن هذه البندورة وهذه الفخذة عليهما كلمة الله. ولا علاقة لذلك بوجود الله أو عدمه.



معجزة التجلي: حتى لو أن كائن ما ادعى أن اسمه "الله" أو "يهوة" أو "زيوس" وجاء من السماء وقال انا خالق الكون، لا يجوز منطقيا اعتبار ذلك أكثر من ادعاء يحتاج إلى إثبات. الإثبات يجب أن يكون بحجم الادعاء. فلا يكفي أن يعمل حيلة سحرية هنا وهناك، لأن هذا يؤهله لأن يكون كائن فضائي يتمتع بقدرات تفوق قدرات البشر. وإن احتمال وجود مثل هذه  الكائنات هو احتمال وارد جدا. أما إذا أراد هذا الكائن أن يثبت أنه خالق الكون فعليه مثلا أن يخلق كوكبا ويخلق عليه الحياة على مرأى من الجمهور.

اشكالية الرؤية: كيف يميز نبي أو غيره ما بين الملاك أو الإله وبين مجرد كائن فضائي يدعي الملائكية أو الألوهية؟ 


الكائنات الفضائية خرافة؟ هل ما يعيب العقل هو أن يفترض وجود كائنات لم يتعرف إليها بعد أم أن يلغي هذه الإمكانية حرصًا على ثبات الإيمان؟


باختصار: قيل لكم في الماضي "طوبى للذين آمنوا ولم يروا" 
أما أنا فأقول لكم، لا أريد طوبى. أريد أن أرى!  






الثلاثاء، 12 فبراير 2013

التطبيع يعني طبعة على الباسبورت؟



اعزائي المليون ونص في الداخل الفلسطيني والجولان السوري المحتـَلّين، بناء على مبادى المقاطعة الثقافية ومكافحة التطبيع، لن تكون لديكم أي فرصة لمشاهدة امال المثلوثي أو المربع أو آخر زفير أو أيا من فناني العالم العربي على أرض فلسطين التاريخية، إلا بعد زوال اسرائيل. لأن اسرائيل تستمد شرعيتها ونصرها من التأشيرة التي تطبعها على جوازات سفر العرب وليس من سفاراتها في العالم العربي ولا من تحالفاتها مع زعاماتها ولا من الهوية الزرقاء التي حملتكم اياها ولا من اعتراف العالم بها ولا من دعمه التاريخي المتواصل لها.
 يمكنكم في هذه المرحلة أن تشبعوا جوعكم الثقافي بالعروض القليلة والمتواضعة التي يستطيع الفنانون المحليون تقديمها لكم. وإذا زهقتم فلا بأس ببعض الثقافة البديلة المتنوعة التي يوفرها لكم المحتل.
ليكن عزاؤكم في أن هذه التضحية تضاف إلى مجمل التضحيات المفروضة عليكم، لمصلحتكم ومصلحة قضيتكم مثل حرمانكم من دخول معظم الدول العربية وحرمانكم من المشاركة في معظم الفعاليات الثقافية في العالم العربي والتضحية الأكبر – نكبتكم وضياع بلادكم والعيش تحت أمرة بني اسرائيل ورحمتهم في معزل عن عائلاتكم المنفية في المهجر.

هذا الحرمان الثقافي لا يشمل المناطق التي احتلت في عام 1967، لأن أهل هذه المناطق ناضلوا حتى حصلوا على سلطة فلسطينية توفر لزائريها طبعة جندي احتلال، على غرار طبعة موظف الهجرة التي يحصل عليها من يدخل الأراضي المحتلة في ال48. وعليه فإن أهل الضفة أجدر بالزيارة. لا تصدقوا أن اسرائيل تفرح عند امتناع العرب عن دخول "أراضيها" وإقبالهم على دخول أراضي الضفة، ظنا منها بأن العرب يعترفون بذلك بأن فلسطين هناك وهنا اسرائيل التي لا نقربها. لا تصدقوا، حتى لو علمتم أن هذا الحرمان الثقافي لن يطول المستمع الإسرائيلي، الذي هو في غنى تام عن الفن العربي، ولن يطول دولته التي لا تقلقها حاجة "مواطنيها" العرب إلى التواصل الثقافي مع العالم العربي.. لا تصدقوا، فالحقيقة هي أن اسرائيل لن تدوم طويلا ما دامت طبعة موظف الهجرة فيه بعيدة عن باسبورتاتنا. أنظروا كيف أفلست الولايات المتحدة وسقطت عنها الشرعية عندما قاطعناها ثقافيا عقابا على مجازرها ضد الهنود الحمر ودول العالم الثالث ودعمها الظالم لإسرائيل.

أعزائي المليون ونص، صحيح أن هذه القرارات لا تطول من اتخذها، فهم بغالبيتهم الساحقة لا يعيشون بينكم ولهم واقع آخر، لا يمنعهم من التواصل الثقافي اليسير مع العالم العربي ولكن لديهم دورهم الفعال في مكافحة التطبيع،  فهم مثلا لا يستهلكون المنتجات أو الثقافة الإسرائيلية أو الأمريكية (أم الإسرائيلية) في بلادهم وهم حريصون دائما على مراقبة وصلب كل من تسول له نفسه في العالم العربي بالاقتراب منكم جغرافيا.
واعلموا جيدا، أن غالبية الفنانين الذين تحبونهم جهلة في السياسة، إذ أنهم يتمنون لقاءكم في دياركم  ولا يجدون أي جرم أو تواطؤ في التواصل الثقافي معكم رغم الاحتلال، لكنهم لا يفعلون ذلك خشية سيوف المزايدة التي يرميهم بها محترفو النضالات السياسية عن بعد.

لجنة المقاطعة ورواد مكافحة التطبيع يقدرون لكم هذه التضحية التي فرضت عليكم ويعرضون عليكم الحلول البديلة التالية:
1.     السفر على حسابكم الخاص لمشاهدة العروض في واحدة من الدول الطبيعية الشرعية المجاورة التي لا مانع من الاعتراف بشرعيتها وطبيعيتها، مثل المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر الوهابية.

2.     دعوة الفنان المحبوب لتقديم عرض في الضفة الغربية التي تحكمها سلطة شرعية مستقلة ديموقراطية ونزيهة ولا مانع من الاعتراف بشرعيتها، حيث لا يحصل الفنان العربي على تأشيرة من موظف هجرة اسرائيلي، وإنما على تصريح دخول من جندي في جيش الاحتلال.

وإذا تعذر عليكم ذلك، يمكنكم:

3.     مشاهدة فيديوهات من حفلات وعروض فنانكم المحبوب على اليوتيوب.

4.     أطلبوا من صديق شاهد أحد العروض في الخارج أن يحكي لكم عن العرض.

5.     إنشاء فرق توأمة من طاقات فنية محلية، لا بأس بالاستعانة ببعض العازفين اليهود لملأ الفراغ، على أن تكون الفرق التوأمة مطابقة فنيا للفرقة العربية التي تحبونها.

6.     التعجيل في إزالة دولة اسرائيل.

الأربعاء، 28 مارس 2012

آخر يوم على الكرسي المريح


جاء لزيارتي في الأسر، ورأى بعينيه المأساة التي أعيشها هنا.منذ نقلوني إلى الأسر في الناصرة، صارت زياراته تتكرر لرؤيتي، وكان أول شاهد على ما يجري لي هناك. رآهم حين أجلسوني على الكرسي المريح، وراحوا يغرسون أنيابهم في رأسي ويشربون من رحيقي، حتى يجف. رآهم بعد ذلك يصبون كل ما امتصوه مني في عيون الناس ليسحرهم ويلقي بهم في مستنقع الجشع الذي حفروا مثله في كل بلدة ليغرقوا فيه أهلها. كان يبكي حين يراني كيف ألف الخراء بالزهور وأزينه بالألوان الزهية والكلمات المعسولة ليبيعونه للسابحين في المستنقع فيأكلوه شاكرين. 

كان العبيد الغارقون في المستنقع يتمنون لحظة يخرجون فيها ليجلسوا على الكرسي المريح الذي احتلته مؤخرتي الغارقة في الديون، في السنوات الأخيرة.
أي أن مستنقع الجشع لن يجف عند فراري. مع ذلك كنت أعلم أن مهمتي هناك على وشك الانتهاء. كانت ثقتي كبيرة بأن الإلكترون العظيم لن يتخلى عني، وسيبعث في الروح والقوة لكسر القيود والأنياب. خلاصي قريب.  طمأنته ووعدته بأنني لن أمكث طويلا في هذه الوضعية. 

كنت أحدثه عن المؤامرة وأحذره من الوقوع في الكمين. كان بوده أن يحررني، وعبر عن عجزه وقلة حيلته بدمعة حبسها في عينه ويد راجفة تربت على كتفي. لكنه كان أقل عرضة مني للوقوع في الأسر أو الغرق في المستنقع، لأنه ينحدر من عائلة لها أشجار عالية تعيش فوقها، على عكس عائلتي التي ولدت وترعرعت في المستنقع وستموت فيه على الأغلب.

كنت في انتظار أن تكتمل خطة الفرار. ولكن التخطيط يأتي بالأفكار وأفكاري لم تعد لي، فقد شوهتها أنيابهم وحرفتها عن الصراط المستقيم. فلم تكتمل خطة الفرار، وظلت تواجه العقبات وتتعثر بها كلما ضاق الحال علي واشتدت رغبتي بالحرية.

في تلك الليلة، عرفت أنه لم يعد بإمكاني أن أنتظر، أكثر من الصباح. بدأ الأمل يتدفق في عروقي 
ويدفعني نحو التمرد المباشر. وانتظرت الصباح لأتأكد من عزمي عليه. جاء الصباح وجاءت معه الإشارة بالانطلاق. ودون أي تفكير، اتكلت على الالكترون العظيم وكتبت لهم سطور المطالبة بالتحرير وقدمتها لكبيرهم. أغلقت حنفية الرحيق في رأسي ونزعت الأنياب المغروسة في دماغي. ضمدت الجرح بفرحة الحرية وركضت بأسرع ما عندي دون النظر إلى الخلف..

وإذ بصوت يناديني. التفت، فرأيته في الخارج ينتظرني، قلت له "خلص.. استقلت"...
سأبحث عن شجرة
باي

الخميس، 22 ديسمبر 2011

Love as Resistance



dear cat,
 soon enough we will start to feel strange to walk around without an eyePhone. The small touch screen is touching everyone around, and sucking so many beautiful souls into the big world of fantasy, in the small touch box. I think I sadly lost my wife and best friend in this battle.

The last survivors, such as you and I, will eventually fall into the touch net, as there will be no other way to communicate with humans. then, when we all have eyePhones in our hands, the eye will have us all close, in it's sight.

iSwalowed all my friends

it's nothing really new. we have already submitted our privacy when we submitted to facebook without questioning the real face behind it. I kind of feel special now, because I don't "own" an eyPhone yet, but soon enough I will probably start to feel isolated and lonely, and just go get one.

That's why I believe we should stick to each other. You know what's coming. I'm sure cats can smell it.. the microchip will appear and the smart phones will be smart enough to gradually disappear and get beneath our skin. Don't you ever wonder what's next?
 
We have to protect each other from caching the disease. Only true infinite love that is strong enough to generate electricity, can defy the next madness. The lonely ones will be first to fall, because loneliness is the easy way to Robotland..

 At the beginning it will be just a trend for lonely tech lovers and bored wealthy kids, but it won't take long before microchips become more and more tempting, with all the comfort they offer. Even a restless vampire and a misfit musician like you and I, can end up swallowed away from the rabbit hole, if we stay apart. 

we will be offered the ability to literarily become supermen. You will be able to do anything you want without having to meet anyone. In your head you will be receiving any reality you wish, coming straight from your iPhone or iFuck.. More and more people will surrender. you won't need to meet people anymore, yet, you won't have a single second alone. what's next?
 life and death will be at a push of a bottom.
We must save this world before we fly back to our world. 


  




yours with infinite love
Skinnyboyinafatworld
Haifa, Palestine, planet earth
could be the last December,
right at the exit of 2011, a year to remember




الأربعاء، 7 ديسمبر 2011

بُعبُع الإيدز



كلما صادفت تلك الدعايات "التوعوية" للحذر من الإيدز، تعود بي الذاكرة إلى ليالي القلق الرهيبة التي قضيتها في انتظار مضي الأيام، إلى أن يأتي جواب الفحص. لا أعتقد أنني الوحيد الذي يعرف ليالي القلق الرهيبة والأفكار اليائسة التي ترافقها، قبل أن يصل الجواب المصيري.


وقعت في الخطيئة الكبرى أكثر من مرة، وغصت في الأعماق بدون بدلة الغوص الواقية.  وقضيت الأيام والليالي بعد كل مرة، مع بُعبُع الإيدز لا يفارق بالي، إلى أن أتشجع وأجر نفسي مطأطأ الرأس إلى مختبرات الدولة حتى يطمئن قلبي. وفي كل مرة أشعر بأنني قد ربحت حياة جديدة، في لعبة البقاء المضنية، وأن علي أن أحافظ عليها هذه المرة ولا أتنازل عن بدلة الغوص الخنّاقة في المرة القادمة، رغم بغضي الشديد لها. ربما علي أن أتخذ لي صاحبة "نظيفة لطيفة" خالية من المعدِيات، أو زوجة صالحة ولا أفارقها، أو ما إلى ذلك من حلول يائسة تراود الإنسان الخوّاف، عندما يحصل على الجوابHIV negative" ".

كنت مثل غيري أخلط وأتلخبط بين الـ HIVوالإيدز، وأتعامل مع الـHIV على أنه جنين الإيدز الذي سيكبر في جسم حامله ويتربى في عزه إلى أن يهلكه؛ لكنني فهمت فيما بعد أن الفيروس الشهير بريء مما ينسب إليه. 
 سمعت من بعض الباحثين الضالين عن سراط الـFDA (وزارة الصحة الأمريكية) أن فيروس الـHIV يعيش مع معشر الإنس بسلام تام منذ أكثر من مئة عام.

لا توجد حالة واحدة، ثبت فيها تحوّل الـHIV إلى مرض الإيدز، ما عدا في بعض الحالات التي تعاطى فيها حاملو الفيروس دواء الإيدز المزعوم، الكوكتيل الشهير الذي من المفروض أن يعيق تطور الـHIV إلى مرض فقدان المناعة، يحدث كما يبدو نتيجة عكسية. غسالة الدماغ شغالة منذ بداية الثمانينات على زرع هذا الرابط بين المرض والجرثومة في الوعي العام.  الادعاء بأن الإيدز مرض قاتل يصيب الإنسان جراء تكاثر جرثومة الـHIV وينتقل بين من يمارسون الجنس بشكل طبيعي (بدون بدلات غوص) لا يتعدى كونه ادعاء. بل يمكنني أن أرجح بأنه ادعاء كاذب، لم تثبت صحته حتى يومنا هذا. 


تفهمونيش غلط..
 لا شك لدي بأن هنالك مرض حقيقي وفتاك اسمه "الإيدز" وهو حالة فقدان المناعة نتيجة خسائر كبيرة وسط جيش كريات الدم البيضاء. ولا شك أن هنالك فيروس اسمه HIV قد ينتقل بين الأجسام بواسطة الدم.
لكنني أشك كل الشك في وجود أي علاقة بين الاثنين. لست طبيبًا ولا عالمًا، ولكنني أبذل جهدا في التحقق من المعلومات التي تصلني، ولا أكتفي بالكبس على الـon في التلفزيون والتجوّل بين محطاته مع كبسات السّيطور*.
السَيطور - جهاز صغير يوهم حامله بأنه هو من يسيطر على التلفزيون، وليس العكس


في كل سنة، عند حلول عيد الإيدز العالمي، أنظر إلى العالم وقد تزينت تلفزيوناته ولافتاته وجرائده ومواقعه الانترنيتية بالملصقات والفيديوهات والشعارات التخويفية، من بُعبُع الإيدز الذي يهدد المنحلين والمنحرفين عن السراط المستقيم، ويتملكني امتعاض شديد.  أشعر بأن المؤسسات ومن ضمنها مؤسساتنا، تنجر وراء تلك البدعة الدعائية  القديمة التي تروج للكوندوم والسكس الملتزم، دون أدنى محاولة للتحقق من صحة نواياها. 

عنجد تفهمونيش غلط!
أنا لا أدعو عبر هذه المدونة المتواضعة، إلى التخلي عن الحذر ومشتقاته المطاطية. فهنالك أمراض ودوافع أخرى لترويض سلوكنا الجنسي. لكن لا بد من الحد من كم التخويف الموجه علينا من بعبع الإيدز. 

الفيلم الوثائقي التالي يكذّب النظرية الرسمية والسائدة حول أسباب الإيدز، يستعرض تاريخ المرض الشهير، ويبين حقيقته  بشهادات أطباء وباحثين من المجال 
ويطرح نظرية مختلفة كل الاختلاف عن نظرية IV+time  = AIDS.  


أو باختصار

الاثنين، 5 ديسمبر 2011

من مذكرات حواء في المنفى


كنت على علم مسبق بأن عقابًا ما ينتظرني في حال أكلت منها، ولكنني لم أطق العيش في جنة الشروط والممنوعات والتجاهل التام لوجودي. كنت أشعر أحيانًا كالشبح الخفيّ. لا أحد يراني ولا أحد يذكرني أو يكلمني أو يسمعني. كأنني لست هنا ولا دخل لي فيما يجري حولي. حتى اسمي لم أحصل عليه إلا يوم التهجير. 

الرب أيضا، كان على علم مسبق بأنني سآكل من شجرته المحرّمة، لكنه لم يحاول منعي،

 بل انتظر حتى أكلت وآدم منها، لكي يضبطنا متلبسين وينزل بنا عقابه. مثله في ذلك 

مثل الشرطي الذي يختبئ مع راداره وراء شجرة حتى يضبط سائقًا تجاوز السرعة 

المسموح بها، ويسجل له مخالفة ويلزمه بدفع الغرامة. 




لم  يدعمني في تمردي، سوى الحيّة وإبليس الساكن فيها. تفاجأت كثيرا من نباهة إبليس ولم أفهم كيف تمكن من العودة إلى الجنة، بعد أن طرده الرب حين أبى أن يسجد لآدم.  تحملت نتيجة فعلتي رغم شدة العقاب وقسوته، ولم يحزن قلبي شيء مثلما أحزنه غضب آدم، الذي ظل يعاتبني ويعاقبني قرونًا طويلة. حاولت مرارًا أن أبرر له ما فعلت على أنه المكتوب عليّ، وليس خياري ولو بدا كأنه قراري. وإن كانت هذه فعلا ثمرة الخير والشر، فكيف لي أن أعرف أن أكلها وعصيان الرب شر،  دون أن آكل منها ولو مرة؟ 



 أثبت له أن الرب كان قادرًا على منعنا، وكان قادرًا على تصميمنا بشكل يعيق وصولنا 


إلى تلك الثمرة، كان قادرًا على منع إبليس من التسلل إلى الجنة بعد طرده، وكان قادرًا 


على خرس الأفعى الناطقة، لكنه لم يفعل أيّا من ذلك. إنها على الأرجح مشيئة الرب إذًا، 


وما أنا سوى أداة لتنفيذها. فلا خير يقع ولا شر إلا بمشيئته. لكن آدم لم يصفح عني 


وظل يدافع عنه ويحملني مسؤولية الطرد من عدن. مع ذلك لم يفلح في الحصول على 


العفو أو حتى تخفيف العقاب. رغم محاولات تودده إلى الرب.


لم تفارقني التساؤلات والدوامات منذ هبوطنا على الأرض. حاولت أن أفهم، ما الذي جنيته حتى يحكم علي وعلى ذريتي بالأعمال الشاقة والأمراض والشرور أجمع إلى أجل غير مسمى؟ أكلت ثمرة كان أكلها حصرًا على الرب؟! وما الضير في أن يعرف البشر الخير والشر؟ لماذا يريد الرب احتكار هذه المعرفة؟ وهل فعلا أستحق كل هذا العقاب؟ لماذا أتمزق كالحيوان حين أنجب؟ ولماذا يتمزق الحيوان حين ينجب؟ أما كان يكفي أن يحرمني الرب من نعمة أخرى مثلا، أو يسجنني بضعة أيام، أو حتى يكتفي بصفعة خفيفة مع شيء من التوبيخ والتحذير؟

لماذا لا يلغي ما فعلتُ كأنه لم يكن (undo)؟ وما ذنب ذريتي فيما فعلت أنا؟ هل يعقل يا رب أن يعاني جميع البشر على مر الأبدية، ويعاني الحيوانات والطيور والأسماك بسببهم، بحجة لقمة قضمتها أنا من ثمرة؟

 أشعر أحينًا كالرجل الذي سرق العنب، فقتلاً قتله الناطور 

وقتل زوجته وأولاده وأحفاده وذريته أجمع، مع أن بعضهم 


لا يعرفون سارق العنب ولم  يسمعوا عنه قط.


أحيانًا تراودني فكرة، بأن تلك الثمرة بأكلها لم تكن أكثر من 


ذريعة لطردنا من عدن وتوطيننا على كوكب الأرض.


ولكن لماذا يحتاج الرب إلى ذرائع؟ لم أكن أفهم حساباته، مع أن 

لي عقلُ صنعه بنفسه. كم كنت أتمنى لو أنه صنع لي عقلا يسهل عليّ فهمه وفهم
حساباته.

كنت أحب الرب، رغم كل هذا، وعشت على أمل أن يتبدد غضبه الذي لم أفهمه، وأن 
يرأف بي وبأسرتي. لكنه صدمني الصدمة الكبرى، حين أمر ولَديّ أن يقدما له التضحيات. يومها وقفت وراقبت وصليت وبكيت وتوسلت للرب أن يقبل من كليهما قربانه. كان قايين مخلصًا في حب الرب واختار له من خيرة ما زرع وقدمه له، لكن يا للصدمة! لم يقبل الرب قربانه النباتي. لم أفهم ما إذا كان هذا يعني أن الرب يفضل اللحم وأنه ينتظر البشر في المنفى، حتى يقدموا له الذبائح.

لقد فضل الكبش الذي قدمه ولدي الأصغر على ما قدمه أخوه الفلاح الكادح، وانتظر 

حتى قتل قايين أخاه من شدة غيظه. يا حسرة قلبي على ولدي. لماذا لم تقبل منه يا رب؟ 

لماذا لم تردعه؟ لماذا شبكت الأخ بأخيه؟ ما حاجتك للحم الحيوان المقتول؟ وما البأس 

في بعض السلطة إلى جانب المشاوي؟ ماذا تقول لذريتي الآن؟ اذبحوا فإن الرب يحب 

الذبائح أكثر، واهجروا الفلاحة، والخضار لا تقدموه لأسيادكم.. من أنا لأفهم قصد 

الرب..

كان آدم يقول إن هذه التساؤلات والخواطر إثم، وما كانت لتراودني لو ما أكلت من تلك 

الثمرة. وظل يقمعها كلها ويكبت الصوت الصارخ في أعماقي مطالبًا بالعدالة الإلهية. 

وظل هو يسجد للرب ويستجديه، ويزيد في لومي وكبتي وتعذيبي لكسب رضاه، وصار 

يفرض علي الفروض ويكبلني بالشرائع ويحجب بدني بأوراق الشجر؛ ويقول إن حياتي 

منه وجسدي من ضلعه، وإن الرب نصبه عليّ سيدا، وينسى أنني أنا التي تهب الحياة 

للرجال والنساء. ولا زال يحاول أن يصادر مني امتياز الولادة ليفرض علي التبعية 

والسيادة.



كتبت للرب رسائل عديدة احتججت فيها على ضعفنا وذلنا في 

المنفى، توسلت إليه من أجل العفو والسلام.. وما من مجيب.

الرب لم يعد يظهر أو حتى يسمع صوتًا، وانقطعت 

أخباره تمامًا منذ قتل ولدي أخاه بسببه، وتسلط أبنائي علي وعلى 

بناتي والقوي على 

الضعيف باسمه وبحجة إرضائه.