الخميس، 22 ديسمبر 2011

Love as Resistance



dear cat,
 soon enough we will start to feel strange to walk around without an eyePhone. The small touch screen is touching everyone around, and sucking so many beautiful souls into the big world of fantasy, in the small touch box. I think I sadly lost my wife and best friend in this battle.

The last survivors, such as you and I, will eventually fall into the touch net, as there will be no other way to communicate with humans. then, when we all have eyePhones in our hands, the eye will have us all close, in it's sight.

iSwalowed all my friends

it's nothing really new. we have already submitted our privacy when we submitted to facebook without questioning the real face behind it. I kind of feel special now, because I don't "own" an eyPhone yet, but soon enough I will probably start to feel isolated and lonely, and just go get one.

That's why I believe we should stick to each other. You know what's coming. I'm sure cats can smell it.. the microchip will appear and the smart phones will be smart enough to gradually disappear and get beneath our skin. Don't you ever wonder what's next?
 
We have to protect each other from caching the disease. Only true infinite love that is strong enough to generate electricity, can defy the next madness. The lonely ones will be first to fall, because loneliness is the easy way to Robotland..

 At the beginning it will be just a trend for lonely tech lovers and bored wealthy kids, but it won't take long before microchips become more and more tempting, with all the comfort they offer. Even a restless vampire and a misfit musician like you and I, can end up swallowed away from the rabbit hole, if we stay apart. 

we will be offered the ability to literarily become supermen. You will be able to do anything you want without having to meet anyone. In your head you will be receiving any reality you wish, coming straight from your iPhone or iFuck.. More and more people will surrender. you won't need to meet people anymore, yet, you won't have a single second alone. what's next?
 life and death will be at a push of a bottom.
We must save this world before we fly back to our world. 


  




yours with infinite love
Skinnyboyinafatworld
Haifa, Palestine, planet earth
could be the last December,
right at the exit of 2011, a year to remember




الأربعاء، 7 ديسمبر 2011

بُعبُع الإيدز



كلما صادفت تلك الدعايات "التوعوية" للحذر من الإيدز، تعود بي الذاكرة إلى ليالي القلق الرهيبة التي قضيتها في انتظار مضي الأيام، إلى أن يأتي جواب الفحص. لا أعتقد أنني الوحيد الذي يعرف ليالي القلق الرهيبة والأفكار اليائسة التي ترافقها، قبل أن يصل الجواب المصيري.


وقعت في الخطيئة الكبرى أكثر من مرة، وغصت في الأعماق بدون بدلة الغوص الواقية.  وقضيت الأيام والليالي بعد كل مرة، مع بُعبُع الإيدز لا يفارق بالي، إلى أن أتشجع وأجر نفسي مطأطأ الرأس إلى مختبرات الدولة حتى يطمئن قلبي. وفي كل مرة أشعر بأنني قد ربحت حياة جديدة، في لعبة البقاء المضنية، وأن علي أن أحافظ عليها هذه المرة ولا أتنازل عن بدلة الغوص الخنّاقة في المرة القادمة، رغم بغضي الشديد لها. ربما علي أن أتخذ لي صاحبة "نظيفة لطيفة" خالية من المعدِيات، أو زوجة صالحة ولا أفارقها، أو ما إلى ذلك من حلول يائسة تراود الإنسان الخوّاف، عندما يحصل على الجوابHIV negative" ".

كنت مثل غيري أخلط وأتلخبط بين الـ HIVوالإيدز، وأتعامل مع الـHIV على أنه جنين الإيدز الذي سيكبر في جسم حامله ويتربى في عزه إلى أن يهلكه؛ لكنني فهمت فيما بعد أن الفيروس الشهير بريء مما ينسب إليه. 
 سمعت من بعض الباحثين الضالين عن سراط الـFDA (وزارة الصحة الأمريكية) أن فيروس الـHIV يعيش مع معشر الإنس بسلام تام منذ أكثر من مئة عام.

لا توجد حالة واحدة، ثبت فيها تحوّل الـHIV إلى مرض الإيدز، ما عدا في بعض الحالات التي تعاطى فيها حاملو الفيروس دواء الإيدز المزعوم، الكوكتيل الشهير الذي من المفروض أن يعيق تطور الـHIV إلى مرض فقدان المناعة، يحدث كما يبدو نتيجة عكسية. غسالة الدماغ شغالة منذ بداية الثمانينات على زرع هذا الرابط بين المرض والجرثومة في الوعي العام.  الادعاء بأن الإيدز مرض قاتل يصيب الإنسان جراء تكاثر جرثومة الـHIV وينتقل بين من يمارسون الجنس بشكل طبيعي (بدون بدلات غوص) لا يتعدى كونه ادعاء. بل يمكنني أن أرجح بأنه ادعاء كاذب، لم تثبت صحته حتى يومنا هذا. 


تفهمونيش غلط..
 لا شك لدي بأن هنالك مرض حقيقي وفتاك اسمه "الإيدز" وهو حالة فقدان المناعة نتيجة خسائر كبيرة وسط جيش كريات الدم البيضاء. ولا شك أن هنالك فيروس اسمه HIV قد ينتقل بين الأجسام بواسطة الدم.
لكنني أشك كل الشك في وجود أي علاقة بين الاثنين. لست طبيبًا ولا عالمًا، ولكنني أبذل جهدا في التحقق من المعلومات التي تصلني، ولا أكتفي بالكبس على الـon في التلفزيون والتجوّل بين محطاته مع كبسات السّيطور*.
السَيطور - جهاز صغير يوهم حامله بأنه هو من يسيطر على التلفزيون، وليس العكس


في كل سنة، عند حلول عيد الإيدز العالمي، أنظر إلى العالم وقد تزينت تلفزيوناته ولافتاته وجرائده ومواقعه الانترنيتية بالملصقات والفيديوهات والشعارات التخويفية، من بُعبُع الإيدز الذي يهدد المنحلين والمنحرفين عن السراط المستقيم، ويتملكني امتعاض شديد.  أشعر بأن المؤسسات ومن ضمنها مؤسساتنا، تنجر وراء تلك البدعة الدعائية  القديمة التي تروج للكوندوم والسكس الملتزم، دون أدنى محاولة للتحقق من صحة نواياها. 

عنجد تفهمونيش غلط!
أنا لا أدعو عبر هذه المدونة المتواضعة، إلى التخلي عن الحذر ومشتقاته المطاطية. فهنالك أمراض ودوافع أخرى لترويض سلوكنا الجنسي. لكن لا بد من الحد من كم التخويف الموجه علينا من بعبع الإيدز. 

الفيلم الوثائقي التالي يكذّب النظرية الرسمية والسائدة حول أسباب الإيدز، يستعرض تاريخ المرض الشهير، ويبين حقيقته  بشهادات أطباء وباحثين من المجال 
ويطرح نظرية مختلفة كل الاختلاف عن نظرية IV+time  = AIDS.  


أو باختصار

الاثنين، 5 ديسمبر 2011

من مذكرات حواء في المنفى


كنت على علم مسبق بأن عقابًا ما ينتظرني في حال أكلت منها، ولكنني لم أطق العيش في جنة الشروط والممنوعات والتجاهل التام لوجودي. كنت أشعر أحيانًا كالشبح الخفيّ. لا أحد يراني ولا أحد يذكرني أو يكلمني أو يسمعني. كأنني لست هنا ولا دخل لي فيما يجري حولي. حتى اسمي لم أحصل عليه إلا يوم التهجير. 

الرب أيضا، كان على علم مسبق بأنني سآكل من شجرته المحرّمة، لكنه لم يحاول منعي،

 بل انتظر حتى أكلت وآدم منها، لكي يضبطنا متلبسين وينزل بنا عقابه. مثله في ذلك 

مثل الشرطي الذي يختبئ مع راداره وراء شجرة حتى يضبط سائقًا تجاوز السرعة 

المسموح بها، ويسجل له مخالفة ويلزمه بدفع الغرامة. 




لم  يدعمني في تمردي، سوى الحيّة وإبليس الساكن فيها. تفاجأت كثيرا من نباهة إبليس ولم أفهم كيف تمكن من العودة إلى الجنة، بعد أن طرده الرب حين أبى أن يسجد لآدم.  تحملت نتيجة فعلتي رغم شدة العقاب وقسوته، ولم يحزن قلبي شيء مثلما أحزنه غضب آدم، الذي ظل يعاتبني ويعاقبني قرونًا طويلة. حاولت مرارًا أن أبرر له ما فعلت على أنه المكتوب عليّ، وليس خياري ولو بدا كأنه قراري. وإن كانت هذه فعلا ثمرة الخير والشر، فكيف لي أن أعرف أن أكلها وعصيان الرب شر،  دون أن آكل منها ولو مرة؟ 



 أثبت له أن الرب كان قادرًا على منعنا، وكان قادرًا على تصميمنا بشكل يعيق وصولنا 


إلى تلك الثمرة، كان قادرًا على منع إبليس من التسلل إلى الجنة بعد طرده، وكان قادرًا 


على خرس الأفعى الناطقة، لكنه لم يفعل أيّا من ذلك. إنها على الأرجح مشيئة الرب إذًا، 


وما أنا سوى أداة لتنفيذها. فلا خير يقع ولا شر إلا بمشيئته. لكن آدم لم يصفح عني 


وظل يدافع عنه ويحملني مسؤولية الطرد من عدن. مع ذلك لم يفلح في الحصول على 


العفو أو حتى تخفيف العقاب. رغم محاولات تودده إلى الرب.


لم تفارقني التساؤلات والدوامات منذ هبوطنا على الأرض. حاولت أن أفهم، ما الذي جنيته حتى يحكم علي وعلى ذريتي بالأعمال الشاقة والأمراض والشرور أجمع إلى أجل غير مسمى؟ أكلت ثمرة كان أكلها حصرًا على الرب؟! وما الضير في أن يعرف البشر الخير والشر؟ لماذا يريد الرب احتكار هذه المعرفة؟ وهل فعلا أستحق كل هذا العقاب؟ لماذا أتمزق كالحيوان حين أنجب؟ ولماذا يتمزق الحيوان حين ينجب؟ أما كان يكفي أن يحرمني الرب من نعمة أخرى مثلا، أو يسجنني بضعة أيام، أو حتى يكتفي بصفعة خفيفة مع شيء من التوبيخ والتحذير؟

لماذا لا يلغي ما فعلتُ كأنه لم يكن (undo)؟ وما ذنب ذريتي فيما فعلت أنا؟ هل يعقل يا رب أن يعاني جميع البشر على مر الأبدية، ويعاني الحيوانات والطيور والأسماك بسببهم، بحجة لقمة قضمتها أنا من ثمرة؟

 أشعر أحينًا كالرجل الذي سرق العنب، فقتلاً قتله الناطور 

وقتل زوجته وأولاده وأحفاده وذريته أجمع، مع أن بعضهم 


لا يعرفون سارق العنب ولم  يسمعوا عنه قط.


أحيانًا تراودني فكرة، بأن تلك الثمرة بأكلها لم تكن أكثر من 


ذريعة لطردنا من عدن وتوطيننا على كوكب الأرض.


ولكن لماذا يحتاج الرب إلى ذرائع؟ لم أكن أفهم حساباته، مع أن 

لي عقلُ صنعه بنفسه. كم كنت أتمنى لو أنه صنع لي عقلا يسهل عليّ فهمه وفهم
حساباته.

كنت أحب الرب، رغم كل هذا، وعشت على أمل أن يتبدد غضبه الذي لم أفهمه، وأن 
يرأف بي وبأسرتي. لكنه صدمني الصدمة الكبرى، حين أمر ولَديّ أن يقدما له التضحيات. يومها وقفت وراقبت وصليت وبكيت وتوسلت للرب أن يقبل من كليهما قربانه. كان قايين مخلصًا في حب الرب واختار له من خيرة ما زرع وقدمه له، لكن يا للصدمة! لم يقبل الرب قربانه النباتي. لم أفهم ما إذا كان هذا يعني أن الرب يفضل اللحم وأنه ينتظر البشر في المنفى، حتى يقدموا له الذبائح.

لقد فضل الكبش الذي قدمه ولدي الأصغر على ما قدمه أخوه الفلاح الكادح، وانتظر 

حتى قتل قايين أخاه من شدة غيظه. يا حسرة قلبي على ولدي. لماذا لم تقبل منه يا رب؟ 

لماذا لم تردعه؟ لماذا شبكت الأخ بأخيه؟ ما حاجتك للحم الحيوان المقتول؟ وما البأس 

في بعض السلطة إلى جانب المشاوي؟ ماذا تقول لذريتي الآن؟ اذبحوا فإن الرب يحب 

الذبائح أكثر، واهجروا الفلاحة، والخضار لا تقدموه لأسيادكم.. من أنا لأفهم قصد 

الرب..

كان آدم يقول إن هذه التساؤلات والخواطر إثم، وما كانت لتراودني لو ما أكلت من تلك 

الثمرة. وظل يقمعها كلها ويكبت الصوت الصارخ في أعماقي مطالبًا بالعدالة الإلهية. 

وظل هو يسجد للرب ويستجديه، ويزيد في لومي وكبتي وتعذيبي لكسب رضاه، وصار 

يفرض علي الفروض ويكبلني بالشرائع ويحجب بدني بأوراق الشجر؛ ويقول إن حياتي 

منه وجسدي من ضلعه، وإن الرب نصبه عليّ سيدا، وينسى أنني أنا التي تهب الحياة 

للرجال والنساء. ولا زال يحاول أن يصادر مني امتياز الولادة ليفرض علي التبعية 

والسيادة.



كتبت للرب رسائل عديدة احتججت فيها على ضعفنا وذلنا في 

المنفى، توسلت إليه من أجل العفو والسلام.. وما من مجيب.

الرب لم يعد يظهر أو حتى يسمع صوتًا، وانقطعت 

أخباره تمامًا منذ قتل ولدي أخاه بسببه، وتسلط أبنائي علي وعلى 

بناتي والقوي على 

الضعيف باسمه وبحجة إرضائه. 



السبت، 3 ديسمبر 2011

لا تفكر



دفاعًا عن المهضومين في الأرض

هنالك اعتقاد سائد بأن البشر هم الجنس الأرقى. نحن فعلا أكثر تطورا في مجالات معينة ولكننا أقل في مجالات أخرى، كالجري والطيران والسباحة وحدة الحواس وغيرها... لكن لنفترض أننا حقا سوبر كائنات، هل يعطينا هذا التميّز الحق بظلم الأنواع الأخرى؟ أعتقد أننا إذا كنا نرفض العنصرية، فعلينا أن نرفضها على جميع أشكالها، وإلا يصبح رفضنا نفاقًا.


التمييز النوعي هو شكل من أشكال العنصرية. فيه يتم تشريع أسر واستغلال الآخر، وقتله وأكله إذا لم يكن من نوعنا. الآخر في هذه الحالة، شاءت الأقدار أن يمشي على أربع، أو له ذنب أو ريش. وفي حالة هؤلاء تصل العنصرية النوعية إلى حد الفاشية والإبادة الجماعية دون حساب. بالنسبة لنا، نحن الشعوب المتسامحة مع أكل اللحوم، النباتية هي حالة شذوذ عن دورة الحياة الطبيعية أو شرع الله، ومبالغة في المثالية الإنسانية. بينما يرى فيها النباتيون عملية ارتقاء طبيعي نحو الحد الأدنى من الإنسانية المرجوة. ارتقاء لا يتم دون الترفع عن أكل الجثث.

قد تبدو تسمية اللحوم "جثث" سخرية جارحة ومزحة ثقيلة للبعض، لكننا إذا جئنا للحق والموضوعية دون أن نحاول تلطيف الاسم لتخفيف الهضم، نجدها تسمية أدق لوصف لحم الميّت وأصدق من التسميات التجارية، مثل: شاورما، كباب، شنيتسل، سلامي أو باسترامي وما إلى ذلك من تسميات مشهية.

قد يبدو هذا المقال في غير مكانه وغير زمانه، لأن لدينا هموم أولى وأهم من الحيوانات، فنحن هنا شعوب تعاني الأمرين من الظلم والاحتلال والدكتاتورية والقيود من كل الجهات، ومن المفروض أن يرتكز جهادنا في الدفاع عن البشر المظلومين، وخاصة أبناء جلدتنا، ونترك حقوق الحيوان للمدللين في الغرب. لكنني ورغم تفهمي لهذه الهموم وتقبلي لتلك الأولويات، لا أعتقد أن هذا يعفينا تماما، من مساءلة ومحاسبة أنفسنا؛.بل على العكس. في هذا الوقت بالذات في حين نتطلع نحو حرياتنا المسلوبة ومواردنا المنهوبة ونخرج رافعين رؤوسنا في وجه ظلامنا، يجب أن ننحني وننظر إلى المظاليم تحت أقدامنا.

إننا في حال قبولنا بدور الظالم للأضعف منا، نوافق على قانون الغاب، وفيه القوي يأكل الضعيف. وبهذا نمنح الشرعية للظالم الأقوى منا. علينا البدء بمشروع تحرير من هم تحتنا في هرم القهر، وتحرير أنفسنا من الإدمان على لحومهم، إذا أردنا نضالات وثورات نزيهة وخالية من التناقضات القاتلة. لا بد أن نعتق أعناق الضعفاء من سكاكيننا، قبل أن نطالب برفع السكين عن أعناقنا.

تحرير مملكة الحيوان هو رفضنا لقانون الغاب، وهو خطوة ضرورية لتحريرنا من جلادينا. إذا رفعنا قبضتنا عن الشعوب الملتـَهَمة في قاع الهرم، نسدد ضربة مفاجئة لصاحب القبضة القابعة على رؤوسنا في الدرجة الأعلى من الهرم. إذا كان الشعب يريد إسقاط النظام، عليه أن يهز قاعدته، فيهوي رأسه. لكن الأنظمة، محصنة بسياسة عريقة لمنع تحقق هذا السيناريو، هي سياسة "لا تفكر" التي تحافظ على استقرار الطبقة السفلى، التي تحمل كل النظام المجحف على أكتافها الهزيلة. التفكير بالنسبة للأنظمة هو أمر خطير لأنه يخفض تأثير المخدِّر الجماعي ويرفع صوت الضمير.


إذا فكرنا نجد أننا في الحقيقة لا نفترس ومعظمنا لا يذبح؛ بل نغمض أعيننا عن مشهد الذبح. وربما نلمس التناقض بين تألمنا على فراق أحبائنا وبين مساهمتنا في عملية ذبح المليارات من أطفال ونساء وشيوخ الشعوب الحيوانية كل يوم، دون رحمة. لكننا نقمع مثل هذه الأفكار حال ظهورها، لأننا ذوتنا تعطيل التفكير فيما يدخل بطوننا، منذ نعومة أظفارنا؛ لكي نستهلك دون حساب.

لاحظ مثلا، أنك كلما تنبهت إلى أن قطعة الستيك التي في صحنك
 هي في الحقيقة جثة حيوان ولد ومات في الأسر بعد أن قتل بدم بارد، ستجد من يقول لك "تفكرش فيها، كل بلا ما تفكر". هذا ما تعلمناه وما نلقنه لأطفالنا حين تدفعهم براءتهم للدفاع عن القتيل. لأنهم إذا فكروا فيما يدخل أحشاءهم الناعمة، لن يأكلوا الهامبورغر بنفس اللذة. سوف ينزعون عنه اسمه الأنيق فيصبح جثة. سوف يستحضرون صورة من حياته الفانية للتو، ويتعاطفون مع الحيوان المحشور، الذي يتخبط بجدران سجنه ويستغيث، في سبيل النجاة من القتل البشع الذي يلاقيه وأصحابه من قبله.




ثقافة "لا تفكر" تجعلنا ننظر إلى ذلك العجل الصغير مبتور الرأس، معلقًا في فاترينة الجزار وفي مؤخرته بقدونس، بنظرة ملؤها الشهوة مثلما ننظر إلى كعك العيد. تعلمنا ألا نفكر بذلك، لكي لا ننتبه إلى أنه القتل لإطعام الوحوش. فندرك أننا في حالة انهيار أخلاقي ما بعده إلا الهاوية. ندرك أننا تحولنا إلى وحوش دون أن نشعر، دون أن نفكر. ونتعامل مع وحشيتنا بقمة الاعتيادية والتطبيع. لا نرى أن هناك رابط حتمي بين هذا الانهيار الأخلاقي وبين الانحدار به إلى مستوى قتل البشر، لمجرد الاختلاف أو الخلاف. هذه طبيعة الوحوش.

هذا الاستخفاف القاتل، بإنسانيتنا وبحجم جريمة قتل المحرومين من نعمة النطق، على مرأى ومأكل أطفالنا، لا يستطيع إلا أن يسهل الطريق أمام قتل الإنسان. إن الاستهلاك حتى الهلاك والعنصرية حتى الفاشية والظلم المتفشي بين البشر، كلها آفات تستند إلى مبدأ "لا تفكر" الذي يلقن به الجنود لقمع صوت ضمائرهم. من هنا فإن دفاعنا عن المهضومين في الأرض وحقهم في العيش، هو أولا دفاع عن حق وحرية التفكير وعن أخلاقيات الإنسان، المستهدفة والمشوهة لدرجة أنها تبيح قتل الآخر وأكل لحمه ميتـًا، لمجرد كونه مختلف


الفيلم الذي أنهى الفترة اللحومية في حياتي
   اكبس play وشوف للآخر، أو غمض ولا تفكر




ملاحظة نباتية: النبات قابع في الأرض ينمو فيها ويلقي بثماره عليها، لتكون طعاما يغذي أهلها ويغذيها. إذا قصدته آكلا، لا يفزع، لا يهرب ولا يقاوم. يتجدد ولا يموت.